فكر خارج الصندوق - البارادايم : تعريفه و امثله عليه و طريقة تحرره

فاجئ الملك لويس في فرنسا احد المحكومين عليهم بالإعدام بوجود مخرج في زنزانته
و فاجئه ايضاً بـتحدي بسيط مضمونه انه في حال
استطاع السجين ان يجد المخرج خلال يوم واحد فأن الملك سيطلق سراحه ..
فبدأ السجين في البحث عن المخرج في زنزانته ففتح

النوافذ و اتجه نحو السراديب و مشى حتى نهايتها المسدودة
و رجع مره اخرى للزنزانة و حاول ان يزيل الارضية عسى
ان يجد المخرج الذي ذكره الملك لكن انقضى اليوم دون أي جدوى
فجن جنون السجين و بدأ يصرخ "لقد خدعني الملك"
فعند بزوغ الفجر زاره الملك في زنزانته و قال له و هو يضحك " الا زلت هنا !؟ لما لا تخرج؟
فأجابه السجين " انت كاذب .. لقد خدعتني و تلاعبت بي .. لا يوجد مخرج من هذه الزنزانة"
فضحك الملك و قال للسجين " لقد تركت لك الباب مفتوحاً" !!

لما لم يستطع السجين ايجاد المخرج ؟ .. الاجابة لان السجين حكم على الموقف من خلال البارادايم خاصته

لننتقل الان لقصة اخرى و هي لسائق يقود سيارته على طريق مزدوج
في نهايته منحنى فاجأته سيارة قادمة من نفس مساره
و كادت ان تصطدم بسيارته و تكون تلك اللحظة لحظة نهايته لو لا انه تفاده السيارة و
ابتعد عن مسار سيرها .. لكن حين محاذاته السيارة المقابلة التي كادت ان تصطدم به ...
فتح سائقها النافذة و صرخ " خنزيــــر" !!
فغضب الرجل و نعت السائق المقابل بأبشع الصفات و زاد سرعته
بسبب غضبه الى ان وصل الى نهاية الطريق و تجاوز المنحنى
فأصدم بخنزير ضخم ميت على الطريق !!؟

فعرف بأن السائق المقابل لم يكن يشتمه عندما صرخ خنزير ...
انما كان يحذره من وجود خنزير ميت على الطريق
باردايم السائق فسر كلمة خنزير على انها شتيمة !!
القصص المذكورة اعلاه هي قصص ستساعدك في فهم الموضوع اكثر و سننتقل الان الى تعريف البرادايم

ما هو البارادايم ؟ ظهرت هذه الكلمة في اواخر الستينات و تعني
النموذج الفكري او النموذج الادراكي
و يُشَبه الباراديم على انه عدسة الانسان او نظارة الانسان
لكن اكثر التشبيهات رواجاً هو "الصندوق"

البرادايم هو الصندوق الذي يحتوي على كل خبرات الانسان و قواعده و ثقافته و الذي يؤدي به الى تكوين قالب ذهني يتحكم به و بطريقة تواصله و تعامله مع محيطه

ففي حال حدوث أي موقف او وقوع أي حدث
(يرتبط بالإنسان بشكل مباشر او غير مباشر)
يتم تقييم الحدث بواسطة العقل على ضوء معتقداته او ما يؤمن به
من افكار مسبقة مكتسبة ...

لتبسيط الامر عزيزي القارئ .. كل ما تقرأه .. كل ما تشاهده..
كل الافكار السلبية التي تعرفها .. كل العادات و التقاليد الخاطئة
و كل الاكاذيب التي سمعتها في طفولتك تخزن في عقلك الباطن
و تتقولب على شكل كتله تأثر على تقييمك للمواقف فتعطيك منظوراً
خاص يختلف عن منظور المقابل او المنظور الحقيقي
فوظيفة البرادايم هي رسم الحدود التي ستسير عليها و تحدد تصرفاتك حسب المواقف ..

هل الامر سلبي حينما افكر بالبرادايم الخاص بي ؟
الاجابة هي نعم ...
فيا عزيزي قارئ صفحة اكتشف الحقيقة لكل انسان برادايمه الخاص به..
نحن في حياتنا الطبيعية نتعامل مع اصدقاء و غرباء و مقربين
لكل واحد منهم برادايمه الخاص به ... حينما تفكر ببرادايمك الخاص في موقف
او حدث يجمعك بأحدهم قد تتضارب افكاركم او قد لا تستطيع ايصال فكره له انت مؤمن بها
اما ان كنت تفكر خارج برادايمك او "خارج الصندوق" و من كل الزواية ..
حينها فقط ... ستستطيع الوصول الى مدى تفكيره و أيصال فكرتك اليه
فالخروج من برادايمك او الخروج من الصندوق
ستعطيك الأفضلية الذهنية بالوصول الى مبتغاك لذلك يعتبر
الخروج من البرادايم السلبي هو سر من اسرار النجاح


اما من يفكر داخل حدود برادايمه الخاص فسيكون دائماً داخل فقاعة افكاره
التي لن تتجدد و التي لن تصل به يوماً الى نقطة
و سيفشل حتماً في ايصال ما يريده و في الوصول الى ما يريده
و سينتهي كل نقاش يدخل فيه الى شجار ... هذا لأنه لا ينظر الى من زاويته !!

و اكبر مثال هو وضعنا الحالي في العراق
فالكل ينظر الى الامور من زاوية واحده و قله فقط هم من ينظرون الى كل الزواية
فترى حصول الخلافات على اتفه الامور و تنبت الكراهية في القلوب
بسبب حالات فردية اتجاه مذاهب و اديان و مِلل دون التفكير بأن لكل انسان تفكيره و رأيه الخاص ...
و هذا ما اوصلنا لحالة التشتت التي نحن فيها الان ...


و بالإضافة الى ان الخروج من الصندوق يعطيك مدى تفكير اوسع
و يساعدك على استيعاب الامور بشكل اسرع
ففي حال خروجك من برادايمك القديم ستستطيع رؤية ما لا يستطيع رؤيته الانسان العادي ...

لا تصدقني ؟
حسناً قل لي كم شخص رأى تفاحة تسقط من شجره ؟
كم شخص تساءل عن سبب سقوطها الى الاسفل لا الى الاعلى ؟
و كم شخص استطاع بعد تساءله ان يكتشف الجاذبية و يبني قوانينها ؟
واحد فقط ... انه نيوتن ... هذا لأنه كان قد تحرر من البرادايم السابق السائد


التحرر ليس بالشيء الصعب
و الخروج من البرادايم السلبي او تبديله بغيرة ايجابي ليس بالشيء الصعب
طالما وجدت الارادة الانسان

كيف اخرج من الصندوق ؟
1- الابتعاد عن التعميم : التعميم يجمد البرادايم خاصتك
و يدمر منظورك لذا ابتعد عن التعميم

2-أنا اخطئ و أنا اصيب : عليك ان تعرف و تعترف
بأنك انسان افكارك قابلة للخطأ و الصواب و ليست كلها صحيحة

3- فكر بعقل غيرك : لا تكتفي فقط بالتفكير بعقلك
بل فكر بعقل الطالب .. و العاطل .. و الفقير ... و الغني
حاول ان تعرف كيف يفكر كل ممن حولك و ضع نفسك بمكانهم

4-رأيي صحيح و رأيه كذلك: عليك ان تحترم الآراء المقابلة
و تؤمن بأن لكل سؤال اكثر من اجابة و لا يشترط بأن تكون انت صحيح و هو خطأ

5-اطرح و انصت للأفكار السخيفة : هذه نصيحة من المفكر الاقتصادي الرائد عالمياً توم بيترز

6-راجع عقلك : راجع افكارك و مبادئك و قوانين حياتك
راجع افكار الطفولة و عاداتك و تقاليدك و انظر لها من اكثر من زاوية

7- وسع مخيلتك : توسيع المخيلة سيساعدك في الخروج من الصندوق

8- الآراء المختلفة : شاهد القنوات التي تتبنى الآراء الاخرى و تعرف على نقيض افكارك

9 - لا احكام مسبقه : لا تحكم بشكل مسبق او بسهولة و استعجال على الامور او على الاشخاص
بل راجع الامر بعقلك و ضع نفسك بأكثر من زاوية و تذكر ان كل شخص يتصرف على اساس برادايمه الخاص

10 - اضف معلومات جديدة : اقرأ اكثر .. تعرف على اراء جديده
على معتقدات و عادات و تقاليد و حضارات لم تسمع عنها من قبل 

 

الموضوع من كتابة : Ayman Dark | ايمن داركـ
المصدر : صفحة اكتشف الحقيقة على الفيس بوك
*يمكنك سرقة الموضوع ببساطة ... لكن حينها ستعتبر لص !!
او يمكنك ان تدعم الكاتب و الصفحة بمشاركة الموضوع او
بنقل الموضوع بطريقة محترمة ذاكراً اسم الصفحة و الكاتب مقدراً بهذا تعب و حقوق الكاتب و الصفحة ....
الخيار لك دع اخلاقك تقرر